(١) ومنها : التخصيص نحو : (إياك نعبدُ ، واُيّاك نستعين) (١).
(٢) ومنها : ردُّ المخاطب إلى الصّواب عند خطئه في تعيين المفعول نحو : نصراً رأيت ، رداً لمن اعتقد أنك رأيت غيره.
(٣) ومنها : كون المتقدم (٢) محطّ الأنكار مع التَّعجب نحو : أبعدَ طول التجربة تنخدع بهذه الزَّخارف.
(٤) ومنها : رعاية مُوازاة رؤوس الآي نحو : (خُذُوهُ فغُلوهُ ، ثمّ الجحيم صلُوهُ) ، وهلمّ جرا من بقية الأغراض التي سبقت.
تطبيق عام على الاطلاق والتقييد
إذا كنت في نعمة فارعها |
|
فان المعاصي تزيل النعم |
جملة فارعها : انشائية أمرية ، والأمر مستعمل في أصل معناه ، المسند إليه أنت وهي مقيدة بالمفعول به لبيان ما وقع عليه الفعل ، ومقيدة بالشرط للتعليق ، وكانت أداة الشرط (إذا) لتحقق الحصول «فان المعاصي تزيل النعم» جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث ،
__________________
(١) وذلك لان المناسب لقمام عرض العبادة له تعالى تخصيصها به ، لا مجرد الإخبار بأن العبادة له ، فاستفادة التخصيص من التقديم إنما هي بحسب المقام ، لا بأصل الوضع.
(٢) أي فيكون التقديم : للتبرك والتلذد وموافقة كلام السامع والاهتمام وضرورة الشعر وغير ذلك.
واعلم أن اختلاف الترتيب بين المعمولات.
إما لأمر معنوي : نحو (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) فلو أخر المجرور لتوهم أنه من صلة الفاعل ، والمراد كونه من صلة فعله.
وإما لأمر لفظي : نحو (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) فلو قدم الفاعل لاختلفت الفواصل لأنها مبنية على الألف ، وقد يتقدم بعض المفاعيل على بعض ، إما لاصالة في التقدم لفظا : نحو حسبت زيداً كريما ، فإن زيداً وإن كان مفعولا في الحال لكنه مبتدأ في الأصل أو معنى : نحو أعطى زيد عمراً درهماً ، وإن كان مفعولاً بالنسبة إلى زيد لكنه لا يخلو من معنى الفاعلية بالنسبة إلى الدرهم ، والدرهم مأخوذ.