والأصل في العامل : أن يقدَّم على المعمول ، كما أن الأصل في المعمول أن تُقدَّم عمدته على فضلته ، فيحفظ هذا الأصل بين الفعل والفاعل.
أمّا بين الفعل والمفعول ونحوه : كالظرف ، والجار والمجرور ، فيختلف الترتيب للأسباب الآتية :
أ ـ إمَّا لأمر معنوي نحو : (وجَاءَ مِنْ أقصى المدينةِ رجلٌ يسعى). (فلو أخِّر المجرور لتوُهمِّ أنه من صلة الفاعل ، وهو خلاف الواقع لأنه صلةٌ لفعله).
ب ـ وإمّا لأمر لفظي نحو : (ولقد جاءهُمُ من ربهم الهُدى). فلو قُدم الفاعل لاختلفت الفواصلُ ، لأنها مبنية على الألف.
ج ـ وإما للأهمية نحو : قُتل الخارجيُّ فلانٌ.
وأما تقديم الفضلات على بعض : فقد يكون.
(١) للأصالة في التقدم لفظاً نحو : حسبت الهلال طالعاً ، فانّ الهلال وإن كان مفعولاً في الحال ، لكنه مبتدأ في الأصل أو للأصالة في التقدُّم معنى ، وذلك كالمفعول الأول في نحو : أعطى الأمير الوزير جائزة ، فإن الوزير : وإن كان مفعولا بالنسبة إلى الأمير ، لكنه فاعل في المعنى بالنسبة إلى الجائزة (١).
(٢) أو لإخلال في تأخيره نحو : مررت راكباً بفلان ، فلو أخرت الحال لتُوهّم أنها حال من المجرور ، وهو خلاف الواقع ، فانها حال من الفاعل والأصل في المفعول ذكره ، ولا يحذف إلا لأغراض تقدم ذكرها.
__________________
(١) لأن الجائزة مأخوذة ، والآخذ لها الوزير الذي فيه معنى الفاعلية التي تستدعي حق التقدم.