(٦) عدول من الغيبة إلى الخطاب : كقوله تعالى : (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله).
الثاني : تجاهل العارف ، وهو سوق المعلوم مساق المجهول ، بأن يجعل العارف بالشيء نفسه جاهلاً به ، وذلك لأغراض :
(١) كالتعجب : نحو قوله تعالى (أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون).
(٢) والمبالغة في المدح : نحو ، وجهك بدر أم شمس.
(٣) والمبالغة في الذَّم : كقول الشاعر :
وما أدرى وسوف إخالُ أدرى |
|
أقومٌ آلُ حصن أم نساء |
(٤) والتوبيخ وشدة الجزع : كقول الشاعر :
أيا شجر الخابور مالك مورقا |
|
كانكَ لم تجزع على ابن طريف (١) |
(٥) وشدّة الوله : كقول الشاعر :
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا |
|
ليلاى منكنَّ أم ليلى من البشر |
(٦) والفخر : كقوله :
أيُّنا تعرف المواقف منه |
|
وثبات على العدا وثباتا |
الثالث القلب (٢) : وهو جعل كل من الجزأين في الكلام مكان صاحبه ، الغرض المبالغة نحو قول رؤية بن العجاج :
ومهمهٍ مُغبرةٍ أرجاؤهُ |
|
كأنَّ لونَ أرضه سماؤه (٣) |
_________________
(١) تجاهلت أخت طريف عن سبب انتفاء الجزع عن الشجر لشدة التحير والتضجر.
(٢) ويستدل عليه بالتأمل في المعنى ، فنحو عرضت الناقة على الحوض ، وأذخلت الخاتم في أصبعي ، أصله «عرضت الحوض على الناقة» لأن الرعض يكون على ما له إدراك» وأصله أدخلت أصبعي في الخاتم لان الظر. هو الخاتم ، والنكتة أن الظاهر الاتيان بالمعروض إلى المعروض عليه ، وتحريك المظروف نحو الظرف ولما كان ما هنا بالعكس ، قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار وإنما يقبل حيث يتضمن اعتباراً لطيفاً.
(٣) والمهمة المفازة البعيدة ، وأرجاؤه نواحيه.