الباب الأول
في التشبيه
تمهيد
للتّشبيه : روعة وجمال ، وموقع حسنٌ في البلاغة : وذلك لإخراجه الخفي إلى الجلي ، وإدنائه البعيد من القريب ، يزيد المعاني رفعة ووضوحاً ويكسبُها جمالا وفضلا ، ويكسوها شرفا ونُبلا ، فهو فن واسع النطاق ، فسيح الخطو ، ممتدُ الحواشي مُتَشعب الأطراف مُتوعر المسلك ، غامض المدرك ، دقيق المجرى غزير الجدَوى.
ومن أساليب البيان : أنك إذا أردت إثبات صفة لموصوف ، مع التوضيح ، او وجهٍ من المبالغة ، عمدت إلى شيء آخر ، تكون هذه الصفة واضحة فيه ، وعقدت بين الاثنين مماثلة ، تجعلها وسيلة لتوضيح الصفة ، أو المبالغة في اثباتها _ لهذا كان التشبيه أول طريقة تدل عليه الطبيعة لبيان المعنى.
تعريف التشبيه وبيان أركانه الأربعة
التشبيه : لغة التمثيل ُ ، قال : هذا شبه هذا : ومثيله.
والتشبيه إصطلاحاً : عقد مماثلة بين أمرين ، أو : أكثر ، قصد اشتراكهما في صفة : أو : أكثر ، بأداة : لغرض يقصد المتكلم.