وأركان التشبيه أربعة :
(١) المُشبه : هو الأمر الذي يُراد الحاقه بغيره.
(٢) المُشبه به : هو الأمر الذي يلحق به المشبه.
(٣) وجه الشبه : هو الوصف المشترك بين الطرفين ، ويكون في المشبه به ، أقوى منه في المشبه وقد يُذكر وجه الشبه في الكلام ، وقد يُحذف كما سيأتي توضيحه.
(٤) أداة التشبيه : هي اللفظ الذي يدلُ على التشبيه ، ويربط المشبّه بالمشبّه به ، وقد تَذكر الأداة في التشبيه ، وقد تحذف ، نحو : كان عمرُ في رعيَّته كالميزان في العدل ، وكان فيهم كالوالد في الرحمة والعطف. وقد تحذف الأداة نحو : خدّه ورد في الطافة.
المبحث الأول
في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسِّي ، وعقلي
طرفا التشبيه المشبه ، والمشبه به.
(١) إمَّا حسيَّان (١) أي مدركان بإحدى الحواس الخمس الظَّاهرة. نحو : أنتَ كالشمس في
__________________
(١) اعلم أن من الحسي : ما لا تدركه الحواس الخمس التي هي (البصر والسمع والشم والذوق واللمس) ولكن تدرك مادته فقط ويسمى هذا التشبيه (بالخيالي) الذي ركبته المخيلة من أمور موجودة ، كل واحد منها يدرك بالحس ، كقوله :
كأن الحباب المستدير برأسها |
|
كواكب در في سما عقيق |
فان كواكب در ، وسماه عقيق ، لا يدركها الحس ، لأنها غير موجودة ـ ولكن يدرك مادتها التي هي الدر والعقيق ، على انفراد والمراد بالحباب ما يعلو الماء من الفقاقيع والضمير للخمر ، ومنه أيضا قول الآخر :
وكان محمر الشقـ |
|
ـيق إذا تصوب أو تصعد |
أعلام ياقوت نشر |
|
ن على رماح من زبرجد |
فان الأعلام والياقوت والزبرجد والرماح موجودة ـ لكن المشبه الذي مادته هذه ، ليس موجوداً ولا محسوساً.