الضيّاء ، وكما في تشبيه الخد بالورد.
(٢) وإمّا عقليان أي مدركان بالعقل ، نحو ، العلم كالحياة ونحو : الضلال عن الحق كالعَمى ونحو : الجهل كالموت.
(٣) وإما مختلفان ، بان يكون :
أ ـ المشبه حسِّي ، والمشبه به عقلي ، نحو : طبيب السوء كالموت.
ب ـ المشبه عقلي ، والمشبه به حِسي ، نحو العلم كالنّور.
واعلم أن العقلي (١) هو ما عدا الحسي ، فيشمل المحقق ذهناً : كالرأي والخلق ، والحظ ، والأمل والعلم. والعلم ، والذكاء والشجاعة.
ويشمل أيضاً الوهمي ، وهو ما لا وجود له ، ولا لأجزائه كلها ، أو بعضها في الخارج ، ولو وجد لكان مدركا باحدى الحواس.
ويشمل الوجداني : وهو ما يدرك بالقوى الباطنة ، كالغم ، والفرح ، والشبع والجوع ،
__________________
(١) المراد بالعقلي ما لا يدرك هو ولا مادته باحدى الحواس الظاهرة ، بل إدراكه عقلا ، فيدخل فيه الوهمي وهو مالا يدرك هو ولا مادته باحدى الحواس ، لكن لو وجد في الخارج لكان مدركا بها ، ويسمى هذا التشبيه بالوهمي الذي لا وجود له ولا لأجزائه كلها أو بعضها في الخارج ، ولو وجد لكان مدركا باحدى الحواس كقوله تعالى (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) وكقوله :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي |
|
ومسنونة زرق كأنياب أغوال |
فان أنياب الأغوال لم توجد هي ولا مادتها ، وانما اخترعها الوهم ، لكن لو وجدت لأدركت بالحواس ، والمشرفي السيف ، والمسنونة السهام ، والأغوال يزعمون أنها وحوش هائلة المنظر ، ولا أصل لها ، والوجدانيات كالجوع والعطش ونحوهما ملحقة بالعقلي ثم التضاد بين الطرفين قد ينزل منزلة التناسب ، ويجعل وجه الشبه على وجه الظرافة أو الاستهزاء كما في تشبيه شخص ألكن بقس بن ساعدة ، أو رجل بخيل (بحاتم) ، والفرق بين الظرافة والاستهزاء يعرف بالقرائن ، فان كان الغرض مجرد الظرافة فظرافة ، وإلا فاستهزاء.