خليل كحاتم ، ونحو : له سيرة كالمسك ، وأخلاقه كالعتبر. واشتراك الطرفين قد يكون ادعائياً بتنزيل التضاد منزلة التناسب وإبراز الخسيس في صورة الشريف تهمكاً أو تمليحاً ويطهر ذلك من المقام.
__________________
وكلا الطرفين مركب أولهما من البدر والسماء ، والثاني من الدرهم والديباجة. وقد يكون مختلف الطرفين كقوله :
وحدائق لبس الشقيق نباتها |
|
كالأرجوان منقطاً بالعنبر |
فإن وجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من انبساط رقعة حمراء قد نقطت بالسواد منثوراً عليها. والمشبه مفرد وهو الشقيق. والمشبه به مركب من الأرجوان والعنبر. وكقوله :
لا تعجبوا من خاله في خده |
|
كل الشقيق بنقطة سوداء |
فان وجه الشبه فيه هو الهيئة الحاصلة من طلوع نقطة سوداء مستديرة في وسط رقعة حمراء مبسوطة ، والمشبه مركب من الخال والخد ، والمشبه به مفرد وهو الشقيق والعقلي من المركب كما في قوله :
المستجير بعمرو عند كربته |
|
كالمستجير من الرمضاء بالنار |
فان وجه الشبه فيه هو الهيئة الحاصلة من الالتجاء من الضار إلى ما هو أضر منه طمعا في الانتفاع به ووجه الشبه مركب من هذه المتعددات في الجميع ، والرمضاء الأرض التي اسخنتها حرارة الشمس الشديدة ، والمراد (بعمرو) هنا هو جساس ابن مرة البكرى ، يقال أنه لما رمى كليب بن ربيعة التغلبي وقف على رأسه فقال له : (يا عمرو) أغثى بشربة ماء ، فأتم قتله ، واما المتعدد فالحسى منه كما في قوله :
مهفهف وجنتاه |
|
كالخمر لونا وطعما |
والعقلى : كالنفع والضرر في قوله :
طلق شديد البأس راحته |
|
كالبحر فيه النفع والضرر |
فان وجه الشبه فيهما متعدد وهو اللون والطعم في الأول ـ والنفع والضرر في الثاني ـ وقد يجىء المتعدد مختلفا كما في قوله :
هذا أبو الهيجاء |
|
كالسيف في الرونق والمضاء |
فان وجه الشبه فيه هو الرونق وهو حسي ـ والمضاء وهو عقلي ، وأبو الهيجاء لقب عبد الله بن حمدان العدوى ، والهيجاء من أسماس الحرب.
والعلم أن الحسي لا يكون طرفاه إلا حسييين ـ واما العقلى : فلا يلزمه كونهما عقليين لأن الحسي يدرك بالعقل ، خلافا للعقلى فانه لا يدرك بالحس.