مواقع تشبيه التمثيل
لتشبيه التمثيل موقعان :
(١) أن يكون في مفتتح الكلام ، فيكون قياساً موضحاً ، وبرهانا مصاحباً ، وهو كثير جداً في القرآن ، نحو : (مثلُ الذين يُنفقونَ أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابلَ في كل سنبلةٍ مائة حبة).
(٢) ما يجىء بعد تمام المعاني ، لإيضاحها وتقريرها ، فيُشبه البرهان الذي تثبت به الدعوى ، نحو :
لا ينزلُ المجد في منازلنا |
|
كالنّوم ليس له مأوى سوى المقل |
تأثير تشبيه التمثيل في النفس
إذا وقع التمثيل في صدر القول : بعث المعنى إلى النفس بوضوح وجلاء مؤيد بالبرهان ، ليقنع السامع ، واذا أتى بعد استيفاء المعاني كان :
(١) إما دليلا على إمكانها ، كقول المتنبي :
وما آنا منهم بالعيش فيهم |
|
ولكن معدن الذهب الرغام (١) |
(٢) وإما تأييداً للمعنى الثابت ، نحو :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها |
|
إن السفينة لا تجري على اليبس |
وعلة هذا : أن النفس تأنس إذا أخرجتها من خفي إلى جني ، ومما تجهله إلى ما هي به أعلم ولذا تجد النفس من الأريحية ما لا تقدُر قدره ، إذا سمعت قول أبي تمام :
وطول مقام المرء في الحي مخلق |
|
لديباجتيه فاغترب تتجدد |
فاني رايتُ الشمس زيدت محبة |
|
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد (٢) |
__________________
(١) لما ادعى أنه ليس منهم مع إقامته بينهم ، وكان ذلك يكاد يكون مستحيلا في مجرى العادة ، ضرب لذلك المثل بالذهب ، فان مقامه في التراب ، وهو أشرف منه.
(٢) الديباجتان الخدان ، والسرمد الدائم.