وكأن : تفيد التشبيه : إذا كان خبرهُها جامداً ، نحو : كأن البحر مرآة صافية.
وقد تفيد الشك : إذا كان خبرهُها مشتقاً ، نحو : كأنّك فاهم ، وكقوله :
كأنَّك من كل النفوس مركَّبٌ |
|
فأنتَ إلى كل النفوس حبيب |
وقد يغنى عن أداة التشبيه «فعلٌ» يدلُ على حال التشبيه ، ولا يعتبر أداة.
فان كان الفعل لليقين ، أفاد قرب المشابهة ، لما في فعل اليقين من الدلالة على تيقن الاتحاد وتحققه ، وهذا يُفيد التشبيه مبالغة ، نحو : (فلما رأوهُ عارضاً مستقبل أو ديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) ونحو : رأيت الدنيا سراباً غراراً.
وإن كان (الفعل للشّك) أفاد بعدها : لما في فعل الرّجحان من الإشعار بعدم التحقق ، وهذا يفيد التّشبيه ضعفاً نحو : (وإذا رايتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) وكقوله :
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها |
|
سحباً مزرَّدةً على أقمار |
المبحث السابع
في تقسيم التشبيه باعتبار أداته
ينقسم التشبيه باعتبار أداته إلى :
أ ـ التشبيه المرسل (٢) : وهو ما ذكرت فيه الأداة ، كقول الشاعر :
إنما الدنيا كبيتٍ |
|
نسجُه من عنكبوت |
ب ـ التشبيه المؤكد : وهو ما حُذفت منه أداته ، نحو : يسجع سجع القمري ـ وكقول الشاعر :
أنت نجم في رفعة وضياءٍ |
|
تجتليكَ العيون شرقاً وغرباً |
__________________
(١) والضعف قج يكون في المشبه وقد يكون في المشبه به.
(٢) وسمى مرسلا : لارساله عن التأكيد.