تشبيه على غير طرقه الاصلية
التشبيه الضمني
هو تشبيه ٌ لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل يلمح المشبه والمشبه به ، ويفهمان من المعنى ، ويكون المشبه به دائماً برهاناً على امكان ما أسند إلى المشبه ، كقول المتنبي :
من يهن يسهل الهوانُ عليه |
|
ما لجُرحٍ بميَّت إيلامُ |
أي إن الذي اعتاد الهوان ، يسهل عليه تحمّله ، ولا يتألم له ، وليس هذا الادعاء باطلا لأن الميت إذا جرح لا يتألم.
وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة ، وليس على صورة من صور التشبيه المعروفة ، بل انه (تشابهٌ) يقتضي التَّساوي ، وأما (التشبيه) فيقتضي التفاوت.
التشبيه المقلوب
قد يُعكس التشبيه ، فيجعل المشبه مشبهاً به ، وبالعكس (١) فتعود فائدته إلى المشبه به ،
__________________
(١) التشبيه المقلوب : ويسمى المنعكس ، هو ما رجع فيه وجه الشبه إلى المشبه به وذلك حين يراد تشبيه الزائد بالناقص ويلحق الأصل بالفرع للمبالغة ، وهذا النوع جار على خلاف العادة في التشبيه ، ووارد على سبل الندور وانما يحسن في عكس المعنى المتعارف كقول البحتري
في طلعة البدر شيء من محاسنها |
|
وللقضيب نصيب من تثنيها |
والمتعارف تشبيه الوجوه الحسنة بالبدور ، والقامات بالقضيب في الاستقامة ، والتثنى لكنه عكس ذلك مبالغة هذا إذا أريد الحاق كامل بناقص في وجه الشبه ، فان تساويا حسن العدول عن (التشبيه) إلى الحكم