المبحث التاسع
في تقسيم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول وإلى مردود
ينقسم التشبيه باعتبار الغرض : إلى حسنٍ مقبول ، وإلى قبيح مردود
(١) فالحسن المقبول : هو ما وفى بالأغراض السابقة ، كأن يكون المشبه به أعرف من المشبه في وجه الشبه ، إذا كان الغرض بيان حال المشبه ، أو بيان المقدار ، أو أن يكون أتم شيء في وجه الشبه ، إذا قصد الحاق الناقص بالكامل ، أو أن يكون في بيان الامكان مسلم الحكم ، ومعروفاً عند المخاطب ، إذا كان الغرض بيان امكان الوجود ، وهذا هو الأكثر في الشبيهات ، إذ هي جارية على الرَّشاقة ، سارية على الدًقة والمبالغة ثم إذا تساوى الطرفان في وجه التشبيه عند بيان المقدار كان التشبيه كاملا في القبول ، والا فكلما كان المشبه به أقرب في المقدار إلى المشبه كان الشبه أقرب إلى الكمال والقبول.
(٢) والقبيح المردود : هو ما لم يف بالغرض المطلوب منه ، لعدم وجود وجه بين المشبه والمشبه به : أو مع وجوده لكنه بعيد.
تنبيهات
الأول : بعض اساليب التشبيه أقوى من بعض في المبالغة ، ووضوح الدلالة ولها مراتب ثلاثة :
أ ـ أعلاها وأبلغها : ما حذف فيها الوجه والأداة ، نحو : على أسد ـ وذلك أنك ادعيت الاتحاد بينهما بحذف الأداة ـ وادعيت التشابه بينهما في كل شيء بحذف الوجه ولذا سمى هذا تشبيها بليغا.
ب ـ المتوسطة : ما تحذف فيها الأداة وحدها ، كما تقول (على أسد شجاعة) أو يحذف فيها