فصاحة الكلام
فصاحة الكلام : سلامته بعد فصاحة مفُرداته ممَّا يُبهم معناه ويحول دون المراد منه (١) وتتحقَّق فصاحته بخلُوه من ستة عيوب.
١ ـ تنافر الكلمات مجتمعة ، ٢ ـ ضعف التأليف ، ٣ ـ التعقيد اللفظي ، ٤ ـ التعقيد المعنوي ، ٥ ـ كثرة التكرار (٢) ، ٦ ـ تتابُع الإضافات.
الأول : «تنافُر الكلمات مُجتمعة» أن تكون الكلمات ثقيلة على السمع من تركيبها مع بعضها ، عَسرة النّطق بها مُجتمعةً على اللّسان (وإن كان كل جزء منه على انفراده فصيحاً) والتنافر يَحصُل : إمِّا بتجاوُز كلمات متقاربة الحروف وإمّا بتكرير كلمة واحدة.
___________________
(١) المراد بفصاحة الكلام تكونه من كلمات فصيحة يسهل على اللسان النطق بها لتآلفها ، ، ويسهل على العقل فهمها لترتيب ألفاظها وفق ترتيب المعاني.
ومرجع ذلك الذوق السليم والالمام بقواعد النحو ، بحيث يكون واضح المعنى ، سهل اللفظ ، حسن السبك ولذلك يجب أن تكون كل لفظة من ألفاظه واضحة الدلالة على المقصود منها ، جارية على القياس الصرفي ، عذبة سلسلة ، كما يكون تركيب الكلمات جار يا على القواعد النحوية خاليا من تنافر الكلمات مع بعضها ، ومن التعقيد فمرجع الفصاحة سواء في اللفظة المفردة ، أو في الجمل المركبة إلى أمرين (مراعات القواعد ـ والذوق السليم) وتختلف فصاحة الكلام أحيانا باختلاف التعبير عما يدور بالنفس من المعاني اختلافا ظاهرا ، فتجد في عبارات الأدباء من الحسن والجودة ما لا تجد في تعبير غيرهم ، مع اتحاد المعنى الذي يعبر عنه ، ويختلف الأدباء أنفسهم في أساليبهم : فقد يعلو بعضهم في أسلوبه ، فتراه يسيل رقة وعذوبة ، ويصل إلى القلوب فيبلغ منها ما يشاء أن يبلغ ، وذلك نوع من البيان يكاد يكون سحرا ، وقد يكون دون هذه المنزلة قليلا أو كثيرا ـ وهو مع ذلك من فصيح القول وحسن البيان.
(٢) (كثرة التكرار : وتتابع الاضافات) أقول الحق ـ أن هذين العيبين قد احترز عنهما بالتنافر. على أن بعضهم أجازهما لوقوعهما في القرآن كما في قوله تعالى (ونفس وما سواها) الآيات ـ وفي قوله تعالى (ذكر رحمت ربك عبده زكريا).