الشخصي وصفاً. به يصح اعتباره كليا ، فتجوز استعارته : كتضمن «حاتم» للجود ، و «قس» ودخول المشبه في جنس الجواد والفصيح ، وللاستعارة أجمل وقع في الكتابة ، لأنهما تجدى الكلام قوة ، وتكسوه حسنا ورونقاً ، وفيها تثار الأهواء والإحساسات.
المبحث الخامس
في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يُذكر من الطرفين
إذا ذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط ، فاستعارة تصريحية أو مصرّحة (١) نحو :
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت |
|
ورداً وعضت على العناب بالبرد |
فقد استعار : اللؤلؤ ، والنرجس ، الورد ، والعناب ، والبرد للدموع ، والعيون ، والخدود ، والأنامل ، والأسنان.
وإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه فقط ، وحذف فيه المشبه به ، وأشير إليه بذكر لازمه : المسمى «تخييلاً» فاستعارة مكنية (٢) أو بالكناية ، كقوله :
__________________
(١) (معنى تصريحية) أي مصرح فيها باللفظ الدال على المشبه به ، المراد به المشبه وتسمى أيضاً تحقيقية.
و (معنى مكنية) أي مخفى فيها لفظ المشبه به ، استغناء بذكر شيء من لوازمه ، فلم يذكر فيها من أركان التشبيه ، سوى المشبه.
(٢) أي وهذا مذهب السلف ، وكذا (الزمخشري) صاحب الكشاف ، وأما مذهب (السكاكي) فظاهر كلامه يشعر بأن الاستعارة بالكناية لفظ المشبه أي كلفظ المنية في نحو «أظفار المنية نشبت بفلان» المستعمل في المشبه به ، بادعاء أنه عينه وبيان ذلك : أنه بعد تشبيه معنى المنية ، وهو الموت ، بمعنى السبع ـ تدعى أن المشبه عين المشبه به ، وحينئذ يصير للشبه به (فردان) ، أحدهما حقيقي ، والآخر ادعائي فالمنية : مراد بها السبع ، بادعاء السبعية لها ، وانكار أن تكون شيئا آخر غير السبع بقرينة اضافة الاظفار التي هي من خواص المشبه به وهو السبع ـ وأنكر (السكاكي) (التبعية) بمعنى أنها مرجوحة عنده ، واختار ردها إلى قرينة المكنية ، ورد قرينتها إلى نفس المكنية ، ففي نطقت الحال مثلا ، يقدر القوم : إن نطقت ، استعارة تبعية واحلال قرينة لها ـ وهو يقول : إن الحال استعارة بالكناية ، ونطقت قرينتها وفي كلامه من وجهين :