والمكنية كقوله عالى (كتاب انزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) (١) وكقوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) (٢).
وسميت أصلية : لعدم بنائها على تشبيه تابع لتشبيه آخر معتبر أولاً.
٢ ـ وإذا كان اللفظ المُستعار «فعلاً» (٣) أو اسم فعلٍ ، أو اسما سنقا أو اسما مبهماً أو حرفا
__________________
(١) يقال في إجراء الاستعارة في الآية الأولى ، شبهت الضلالة بالظلمة ، بجامع عدم الاهتداء في كل ، واستعير اللفظ الدال على المشبه به ، وهو الظلمة ، للمشبه وهو الضلالة ، على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية.
(٢) ويقال في إجراء الاستعارة في الآية الثانية ، شبه الذل بطائر ، واستعير لفظ المشبه به وهو الطائر ، للمشبه وهو الذل ، على طريق الاستعارة المكنية الأصلية ثم حذف الطائر ، ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو الجناح.
(٣) مثال الاستعارة التصريحية في الفعل ، نطقت الحال بكذا : وتقريرها أن يقال : شبهت الدلالة الواضحة ، بالنطق ، بجامع إيضاح المعنى في كل ، واستعير النطق للدلالة الواضحة ، واشتق من النطق بمعنى الدلالة الواضحة نطقت بمعنى دلت ، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية : ونحو : (يحيي الأرض بعد موتها) ، يقدر تشبيه تزيينها بالنبات ذي الخضرة والنضرة ، بالأحياء بجامع الحسن أو النفع في كل ، ويستعار الاحياء للتزيين ، ويشتق من الاحياء بمعنى التزيين يحيى بمعنى يزين ، استعارة تبعية لجريانها في الفعل تبعاً لجريانها في المصدر هذا إذا كانت الاستعارة في الفعل باعتبار مدلول صيغته ، أي (مادته وهو الحدث) وأما إذا كانت باعتبار مدلول (هيئته وهو الزمن) كما في قوله تعالى (أتى أمر الله) فتقريرها أن يقال : شبه الاتيان في المستقبل ، بالاتيان في الماضي ، بجامع تحقق الوقوع في كل ، واستعير الاتيان في الماضي للاتيان في المستقبل واشتق منه اتى بمعنى يأتى ، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية ، ونحو (ونادى أصحاب الجنة) أي ينادي ، شبه النداء في المستقبل ، بالنداء في الماضي ، بجامع تحقق الوقوع في كل ، ثم استعير لفظ النداء في الماضي للنداء في المستقبل ، ثم اشتق منه نادى بمعنى ينادى ، ونحو قوله تعالى (من بعثنا من مرقدنا هذا) ان قدر المرقد للرقاد مستعاراً للموت ، فالاستعارة أصلية ، وإن قدر لمكان الرقاد مستعاراً للقبر ، فالاستعارة تبعية لانها في اسم المكان ، فلا يستعار المرقد للقبر إلا بعد استعارة الرقاد للموت.
ومثال الاستعارة في اسم الفاعل ، لزيد قاتل عمراَ ، إذا كان عمرو مضروباً ضرباً شديداً ، وإجراء الاستعارة فيهما أن يقال : شبهالضرب الشديد بالقتل بجامع شدة الايذاء في كل واستعير اسم المشبه به للمشبة ، واشتق من القتل بمعنى