(٥) أو على الفاعل والمفعولين ، كقول الشاعر :
تقرى الرّياح رياض الحزن مزهرة |
|
إذا سرى النوم في الأجفان إيقاظا (١) |
(٦) أو على المفعولين ، كقوله تعالى (وقطعناهم في الأرض أمما).
(٧) أو على المجرور ، نحو : (فبشرهم بعذاب أليم (٢)) ونحو : «فاصدع بما تؤمر» ونحو : «بل نقذف بالحق» هذا ، وقد تكون قرينة التبعية غير ذلك ، نحو : «قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا (٣)» إذ القرينة في هذه الآية ، كونه من كلام الموتى ، مع قوله : (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون).
التنبيه الحادي العاشر : استعارة الحرف (٤) نحو : (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا).
__________________
والضمير في أرومتها للخزرجية ، وفي «ذووها» للمرهفات ـ يقول : أيدنا أصول هذه القبيلة بسيوفنا المرهفات ، ونزل التضاد منزلة التناسب ، فشبه الاساءة إلى الخزرجية صباحاً بالاحسان إليهم ، وتقديم الصبوح لهم ، بجامع إدخال السرور على النفس في كل ، وإن كان ادعائيا في المشبه ، ثم استعار لفظ المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية العنادية التهكمية ، ثم اشتق من الصبوح بمعنى الضرب بالمرهفات «صبح» بمعنى ضرب بها على سبيل الاستعارة التبعية.
(١) الجفن غطاء العين وغلاف السيف استعير لأكمام الزهر بجامع التغطية في كل ، وكنى بسريان النوم فيها عن ذيولها ، وإيقاظ مصدر أيقظ ، مستعار لتفتيح الزهر وإيجاد النضرة والبهجة فيه ، وقد حسن التعبير بالألفاظ مجيئه بعد النوم والأجفان ، والمعنى : تهب الرياح على بساتين الحزن فتكسوها تفتيحا وحسنا ونضارة.
(٢) قوله بعذاب : قرينة على أن «بشر» مستعار ، لأن التبشير إخبار بما يسر فلا يناسب تعلقه بالعذاب ، وقوله : «بما تؤمر» كذلك لأنه معنوي والصدع للمحسوس ، كما أن الحق معنوي أيضاً ، فكل منها كان صارفا عن المعنى الأصلي للفعل إلى المعنى المجازي.
(٣) هذا على أن مرقد اسم مكان ، وإلا فالاستعارة أصلية كما تقدم.
(٤) إيضاح : مثل الابتداء والظرفية والاستعارة معان كلية ، يصح أن تكون مستقلة بالفهم ، يحكم بها وعليها ، وتكون مقصودة لذاتها ، ولكن الابتداء المفهوم من لفظ «من» ابتداء مخصوص لم يقصد لذاته ، بل الغرض منه