وإذا اجتمع ترشيح وتجريد : فتكون الاستعارة في رتبة المطلقة إذ بتعارضها يتساقطان ، كما سبق تفصيله.
وكما يجري هذا التقسيم في (التّصريحية) يجرى أيضاً في (المكنية) (١).
المبحث الحادي عشر
في المجاز المرسل المركب
المجاز المرسل المركب : هو الكلام المستعمل في غير المعنى الذي وضع له ، لعلاقة غير المشابهة : مع قرينة مانعة من إرادة معناه الوضعي.
ويقع أولا : في المركبات الخبرية المستعملة في الإنشاء وعكسه ، لأغراض :
__________________
(١) والاستعارة المكنية المرشحة هي ما قرنت بما يلائم المشبه فقط ، نحو نطق لسان الحال بكذا شبهت «الحال» بمعنى الانسان واستعير لفظ المشبه به ، للمشبه وحذف ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو «لسان» واثبات اللسان للحال تخييل ، وهو القرينة ، والنطق ترشيح ، لأنه يلائم المشبه به فقط.
وترشيح المكنية فيه خلاف مبسوط في المطولات ، والمكنية المجردة هي ما قرنت بما يلائم المشبه فقط ، نحو : نطقت الحال الواضحة بكذا فالوضوح تجريد ، لأنه يلائم المشبه الذي هو انسان فقط.
والمكنية المطلقة هي التي لم تقترن بشيء يلائم المشبه ولا المشبه به أو قرنت بما يلائمهما معاً نحو نطقت الحال بكذا ونطق لسان الحال الواضحة بكذا ففي الأول شبهت الحال بانسان واستعير لها اسمه وحذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو النطق ، واثبات النطق للحال تخييل ، وهي مجردة لانها لم تقترن بشيء يلائمها.
وفي الثاني : شبهت الحال بانسان واستعير له اسمه «وحذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «لسان» واثباته للحال تخييل ، وهو القرينة ، والنطق ترشيح ، لأنه يلائم المشبه به ، والوضوح تجريد ، لأنه يلائم المشبه ولما تعارضا سقطا.
وتنقسم المكنية أيضا إلى عادية نحو أنشبت المنية أظفارها بفلان لأنه لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد يكون منية وسبعا ، ووفافية نحو نطقت الحال بكذا ـ لأنه يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد. كالحال مع الانسان.