أ ـ إما أن يكون ذو النسبة مذكوراً فيها ، كقول الشاعر :
أليُمن يتبع ظلّه |
|
والمجدُ يمشي في ركابه |
ب ـ وإمّا أن يكون ذو النسبة غير مذكور فيها : كقولك «خير الناس من ينفع الناس» كناية عن نفي الخيرية عمّن لا ينفعهم.
وتنقسم الكناية أيضاً باعتبار الوسائط (اللوازم) والسياق : إلى أربعة أقسام : تعريض ، وتلويح ، ورمز ، وإيماء.
(١) فالتعريض : لغة : خلاف التصريح ، واصطلاحا : هو أن يطلق الكلام ، ويشار به إلى معنى آخر ، يفهم من السياق نحو قولك للمؤذي (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) تعريضاً بنفي صفة الإسلام عن المؤذي ، وكقول الشاعر :
إذا الجودُ لم يرزق خلاصاً من الأذى |
|
فلا الحمدُ مكسوباً ولا المال باقيا |
(٢) والتلويح : لغة : أن تشير إلى غيرك من بعد واصطلاحاً : هو الذي كثرت وسائطه بلا تعريض نحو :
وما يكُ فيّ من عيبٍ فإنى |
|
جبانُ الكلب مهزول الفصل |
كنى عن كرم الممدوح بكونه جبان الكلب ، مهزول الفصيل ، فان الفكر ينتقل إلى جملة وسائط.
(٣) والرمز : لغة : أن تشير إلى قريب منك خفية ، بنحو : شفة ، أو حاجب. واصطلاحاً هو الذي قلّت وسائطه ، مع خفاء في اللزوم بلا تعريض نحو : فلان عريض القفا ، أو عريض الوسادة كناية عن بلادته وبلاهته ونحو : (هو مكتنز اللحم) كناية عن شجاعته ، (ومتناسب الأعضاء) كناية عن ذكائه ، ونحو : (غليظ الكبد) كناية عن القسوة ـ وهلم جرّا والإيماء أو الإشارة : هو الذي قلت وسائطه ، مع وضوح اللزوم ، بلا تعريض ، كقول الشاعر :
أو ما رأيت المجد ألقى رحله |
|
في آلِ طلحة ثم لم يتحول |
كناية عن كونهم : أمجاداً أجواداً ، بغاية الوضوح.