في المحسنات المعنوية
(١) التورية (١)
__________________
(١) التورية أن يطلق لفظ له معنيان ، أحدهما قريب غير مراد ، والآخر بعيد هو المراد ، ويدل عليه بقرينة يغلب أن تكون خفية لا يدركها الا الفطن.
وتنقسم التورية إلى أربعة أقسام مجردة ، ومرشحة ومبينة ومهيأة.
(٢) فالمجردة ، هي التي لم تقترن بما يلائم المعنيين : كقول الخليل لما سأله الجبار عن زوجته : فقال «هذه أختي» ، أراد أخوة الدين ، وكقوله (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار).
(٣) المرشحة ، هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب ، وسميت بذلك لتقويتها به ، لأن القريب غير مراد ، فكانه ضعيف ، فاذا ذكر لازمه تقوى به ، نحو (والسماء بنيناها بأيد) فانه يحتمل (الجارحة) وهو القريب ، وقد ذكر من لوازمه البنيان على وجه الترشيح : ، ويحتمل (القدرة) وهو البعيد المقصود ، وهي قسمان باعتبار ذكر اللازم قبلها أو بعدها.
(٣) والمبنية هي ما ذكر فيها لازم المعنى البعيد ـ سميت بذلك لتبيين المورى عنه ، بذكر لازمه ، إذ كان قبل ذلك خفياً ، فلما ذكر لازمه تبين : نحو :
يا من رآني بالهموم مطوقا |
|
وظللت من فقدي غصونا في شجون |
أتلومني في عظم نوحي والبكا |
|
شأن المطوق أن ينوح على غصون |
وهي أيضا قسمان باعتبار ذكر اللازم قبل أو بعد.