وكقوله :
برغم شبيب فارق السيف كفَّه |
|
وكانا على العلات يصطحبان |
كأن رقاب الناس قالت لسيفه |
|
رفيقك قيسىٌ وأنت يماني (١) |
(٢) الاستخدام
الاستخدام : هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين ، يراد به أحدهما ثم يعاد عليه ضمير ، أو إشارة ، بمعناه الآخر ، أو يعاد عليه ضميران يراد بثانيهما غير ما يراد بأولهما.
فالأول : كقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أريد أولا بالشهر (الهلال) ثم أُعيد عليه الضمير أخيراً بمعنى أيام رمضان. وكقول معاوية بن مالك :
إذا نزل السماء بأرض قوم |
|
رعيناه وان كانوا غضابا |
أراد بالسماء (المطر) وبضميره في «رعيناه» (النبات) (٢) وكلاهما معنى مجازي للسماء.
____________________
(١) يريد أن كف (شبيب وسيفه متنافران ، لا يجتمعان ، لأن شيباً كان قيسياً ، والسيف يقال له (يماني) فوري به عن الرجل المنسوب إلى اليمين ، ومعلوم ما بين قيس واليمن من التنافر ، فظاهر قوله (يماني) أنه رجل منسوب إلى اليمين ، ومراده البعيد الدلالة على السيف ، لأن كلمة يماني من أسمائه.
(٢) ملخص الاستخدام : هو أن يؤتى بلفظ له معنيان ، فيراد به أحدهما ، ثم يراد بضميره المعنى الآخر ، كقول الشاعر :
وللغزالة شيء من تلفته |
|
ونورها من ضيا خديه مكتسب |
أراد الشاعر : بالغزالة الحيوان المعروف ، وبضمير (نورها) الغزالة بمعنى الشمس وكقوله :
رأى العقيق فأجرى ذاك |
|
ناظره متيم لج في الاشواق خاطره |
وكقوله :
إذا لم أبرقع بالحيا وجه عفتي |
|
فلا أشبهته راحتي بالتكرم |
ولا كنت ممن يكسر الجفن بالوغى |
|
إذا أنا لم أغضضه عن رأى محرم |