ويلحق بمراعاة النظير ، ما بني على المناسبة في «المعنى» بين طرفي الكلام يعني : ان يختم الكلام بما يناسب أوله في المعنى ، نحو قوله تعالى (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) ، فان «اللطيف» يناسب عدم إدراك الأبصار له ، و «الخبير» يناسب ادراكه سبحانه وتعالى للأبصار ، وما بني على المناسبة في «اللفظ» باعتبار معنى له غير المعنى المقصود في العبارة ، نحو قوله تعالى (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان).
فإن المراد «بالنجم» هنا النبات ، فلا يناسب «الشمس» و «القمر» ولكن لفظه يناسبهما ، باعتبار دلالته على الكواكب ، وهذا يقال له إيهام التناسب.
(٨) الارصاد
الارصاد : هو أن يذكر قبل الفاصلة «من الفقرة ، أو القافية ، من البيت» ما يدل عليها إذا عرف الرَّويّ ، نحو : قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) ، ونحو : قوله تعالى (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (١) وكقول الشاعر :
أحلّت دمى من غير جرم وحرَّمت |
|
بلا سبب عند اللقاء كلامي |
فليس الذي حللته بمحلل |
|
وليس الذي حرمته بمحرم |
__________________
(١) فالسامع : إذا وقف على قوله تعالى (قبل طلوع الشمس) بعد الاحاطة بما تقدم ، علم أنه «وقبل الغروب» وكذلك البصير بمعاني الشعر وتأليفه ، إذا سمع المصراع الأول (أحلت دمى ـ الخ) علم أن العجز (وحرمت ـ الخ) ليس إلا ما قاله الشاعر.