(٢٠) الجمع مع التقسيم
ألجمع مع التقسيم : أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد. ثم يُقسِّم ما جمع أو : يقسِّم أولا ، ثم يجمع.
فالأول : نحو : (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى) وكقول المتنبي :
حتى أقام على أرباض خرشنة (١) |
|
تشقى به الروم والصلبان والبيع |
للرِّق ما نسلوا والقتل ما ولدوا |
|
والنّهب ما جمعوا والنار ما زرعوا |
ونحو :
سأطلب حقي بالقنا ومشايخ (٢) |
|
كأنهم من طول ما الثموا مرد |
ثقال إذا لاقوا ، خفاف إذا دعوا |
|
كثير إذا شدّوا قليل إذا عدّوا |
والثاني : كقول سيدنا حسان :
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم |
|
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا |
سجية تلك فيهم غير محدثة |
|
إنَّ الخلائق فاعلم شرُّها البدع |
(٢١) المبالغة
المبالغة : هي أن يدَّعى المتكلّم لوصف ، بُلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستبعدا ، أو مستحيلا ، وتنحصر في ثلاثة أنواع :
١ ـ تبليغ : إن كان ذلك الادّعاء للوصف من الشدة أو الضعف ممكناً عقلا وعادة ، نحو قوله تعالى (ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرجَ يده لم يكد يراها) وكقوله في وصف فرس :
إذا ما سابقتها الريح فرَّت |
|
وألقت في يد الرّيح الترابا |
__________________
(١) الأرباض : جمع ربض وهو ما حولك لامدينة ، وخرشنة : بلد الروم.
(٢) القنا : الرماح ، والمشايخ أصحابه ، أي يطلب حقه بنفسه ومستعينا بأصحابه المجربين المحنكين ، ولذلك جعلهم مشايخ.