(٢٦) نفي الشيء بايجابه
نفى الشيء بايجابه : هو أن ينفى متعلّق أمر عن امرٍ ، فيوهم اثباته له ، والمراد نفيه عنه أيضاً ، نحو قوله تعالى (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (١). فانّ نفى إلهاء التجارة عنهم ، يوهم إثباتها لهم ، والمراد نفيها أيضاً.
(٢٧) القول بالموجب
القول بالموجب : نوعان
الأول : أن يقع في كلام الغير إثبات صفةٍ لشيء وترتيب حكم عليها ، فينقل السامع تلك الصفة إلى غير ذلك الشيء من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم له أو انتفائه عنه ، كقوله تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (٢) فالمنافقون أرادوا بالأعز أنفسهم ، وبالأذل المؤمنين ، ورتبوا على ذلك الاخراج من المدينة فنقلت صفة العزة للمؤمنين ، وأبقيت صفة الأذلية للمنافقين ، من غير تعرض لثبوت حكم الاخراج للمتصفين بصفة العزة ، ولا لنفيه عنهم.
__________________
(١) مقتطع من الآية : التي مرت في مبحث ترك المسند ، حيث يقول (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فان قوله لا تلهيهم تجارة ، يوهم أن لهم تجارة ، غير أنهم لا يلتهون بها ، ولكن المراد أنهم ليس لهم تجارة حتى يلتهوا بها ، لأن رجال الجنة لا يتعاطون التجارة.
(٢) تلخيص العبارة : أن الكافرين حكموا لأنفسهم بالعزة ، وللمؤمنين بالذلة وقالوا ان رجعنا إلى المدينة نخرجهم منها ، فحكم بالعزة لله ، ولرسوله ، والمؤمنين ولم يقل أنهم يخرجون أولئك منها ، ولا أنهم لا يخرجونهم