الشريفة بتآليف عديدة لما اشتملت عليه من البلاغة ، حتى عد بعضهم فيها مائة وخمسين نوعاً ، وقد أجمع المعاندون على أن طوق الشر عاجز عن الإتيان بمثلها.
(٣٣) الأسلوب الحكيم
أسلوب الحكيم : هو تلقى المخاطب بغير ما يترقّبهُ
(١) إما بترك سُؤله : والاجابة عن سؤال لم يسأله. تنبيهاً على أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال.
(٢) وإما بحمل كلام المتكلم على غير ما كان يقصد ويريد ، أو يقصد هذا المعنى.
فمثال الأول : قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِي) سألو النبي عليه الصلاة والسلام عن حقيقة ما ينفعون من مالهم ، فأجيبوا ببيان طرق إنفاق المال : تنبيهاً على أن هذا هو الأولى والأجدر بالسؤال عنه. وقال تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (١).
ومثال الثاني : ما فعل القبثرِى بالحجَّاج(٢) ، إذ قال اله الجحاجُ متوعداً (لأحملنك عل الأدهم).
__________________
(١) بيان ذلك : أن أصحاب رسول الله سألوه عن الأهلة؟ لم تبدو صغيرة ، ثم تزداد حتى يتكامل نورها. ثم تتضاءل حتى لا ترى «وهذه مسألة دقيقة من علم الفلك» تحتاج إلى فسلقة عالية وثقافة عامة. فصر فهم عنهما ببيان أن الأهلة وسائل للتوقيت في المعاملات ، والعبادات ، إشارة إلى أن الأولى بهم أن يسألوا عن هذا.
(٢) هو الحجاج بن يوسف الثقفي ، كان عاملا على العراق وخراسان : لعبد الملك ابن مروان ، ثم للوليد من بعده ، وكان شديد البطش قاسيا ، حتى ضرب المثل بجوره وظلمه توفى سنة ٩٥ ه.