في المحسنات اللفظية
١ ـ الجناس (١)
__________________
(١) ويقال له التجنيس ، والتجانس ، والمجانسة ، ولا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى ، ووازى مصنوعه مطبوعه ، مع مراعاة النظير ، وتمكن القرائن ، فينبغي أن ترسل المعاني على سجيتها لتكتسي من الألفاظ ما يزينها ، حتى لا يكون التكلف في الجناس مع مراعاة الالتئام ، موقعا صاحبه في قول من قال :
طبع المجنس فيه نوع قيادة |
|
أو ما ترى تأليفه للأحرف |
وبملاحظة ما قدمنا يكون فيه استدعاء لميل السامع والاصغاء إليه ، لأن النفس تستحسن المكرر مع اختلاف معناه ، ويأخذها نوع من الاستغراب ، وتلخيص القول في الجناس : أنه نوعان ، تام ، وغير تام ـ فالتام هو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة ، نوع الحروف ، وشكلها من الهيئة الحاصلة من الحركات والسكنات ، وعددها ، وترتيبها وغير التام ، وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة كقول الله تعالى (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) وكقول الشاعر :
وسميته يحيى ليحيا فلم يكن |
|
إلى رد أمر الله فيه سبيل |
وكقوله :
أشكو وأشكر فعله |
|
فاعجب لشاك منه شاكر |
طرفي وطرف النجم فيــ |
|
ـه كلاهما ساه وساهر |