وتقفية ، ونحو قوله تعالى (والمُرسلات عرفاً فالعاصفات عصفاً) لاختلاف المرسلات ، والعاصفات وزناً فقط ونحو : حسدَ الناطق والصامت ، وهلك الحاسد والشامت لاختلاف ما عدا الصَّامت ، والشامت : تقفية فقط.
والأسجاع مبنية على سُكون أواخرها ، وأحسن السجع ما تساوت فقرهُ ، نحو قوله تعالى (في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود) ، ثم ما طالت فقرته الثانية ، نحو قوله تعالى (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) ثم ما طالت ثالثته ، نحو قوله تعالى (النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ) ولا يحسن عكسه ، لأن السامع ينتظر إلى مقدار الأول ، فاذا انقطع دونهن أشبه العثار (١) ، ولا يحسن السجع إلا إذا كانت المفردات رشيقة ، والألفاظ خدم المعاني.
ولا يستحسن السجع أيضاً إالا إذا جاء عفواً ، خالياً من التكلف والتصنح ، ومن ثم لاتجد لبليغ كلاماً يخلو منه ، كما لا تخلو منه سورة وإن قصرت.
والسجع : موطنه النثر ، وقد يجىء في الشعر نادراً ، كقوله :
فنحن في جزل |
|
والروم في وجل |
والبر في شغلٍ |
|
والبحر في خجل |
ولا يقال في القرآن اسجاع لان في الصل هدير الخمام ونحوها؛ بل يقائل : فواصل.
٥ ـ الموازنة
الموازنة : هي تساوى الفاصلتين في الوزن دون التقفية ، نحو قوله تعالى : (ونمارق مصفوفة وزرا بي مبثوثة) فان مصفوفة ومبثوثة متفقتان في الوزن ، دون التقفية.
__________________
(١) يعني أنه لا يحسن أن يؤتى في السجع بفقرة أقصر مما قبلها كثيراً ، لأن السجع إذا استوفى امده من الأولى لطولها ، ثم جاءت الثانية أقصر منها ، يكون كالشيء المبتور.