(٣) وأما القسم : فيكون : بالواو ، والباء ، والتاء ، وبغيرها نحو : لعمرك ما فعلت كذا.
(٤) وأما التّعجب : فيكون قياساً بصيغتين ، ما أفعله وأفعل به وسماعاً بغيرهما ، نحو : لله دره عالما. (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم).
(٥) وأما الرجاء : فيكون : بعسى ، وحرى ، واخلولق ، نحو : عسى الله أن يأتي بالفتح.
واعلم أن الانشاء غير الطلبي لا تبحث عند علماء البلاغة ، لأن أكثر صيغه في الاصل أخبارٌ نقلت إلى الإنشاء. واُنما المبحوث عنه في علم المعاني هو (الإنشاء الطلبي) لما يمتاز به من لطائف بلاغية.
فالإنشاء الطلبي هو الذي يسيدعى مطلوباً (١) غير حاصلٍ (٢) في اعتقاد المتكلم وقت الطلب. وأنواعه خمسة ، الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والتمني ، والنداء (٣) وفي هذا الباب خمسة مباحث.
__________________
(١) اعلم أنه إذا كان المطلوب غير متوقع كان الطلب (تمنيا) وإن كان متوقعا فاما حصول صورة او في الذهن فهو (الاستفهام) وإما حصوله في الخارج فان كان ذلك الأمر انتفاء فعل فهو (النهى) وإن كان ثبوته : فاما بأحد حروف (النداء) فهو النداء وإما بغيرها فهو (الأمر).
وبهذا تعلم أن الطلب هنا منحصر في هذه الأنواع الخمسة لاختصاصها بكثير من اللطائف البلاغية.
(٢) أي لأنه لا يليق طلب الحاصل ، فلو استعمل صيغ الطلب لمطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها الحقيقة ، ويتولد من تلك الصيغ ما يناسب المقام ، كطلب دوام الايمان والتقوى في قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله) وهلم جرا.
(٣) ويكون الانشاء الطلبي أيضا ، بالعرض والتحضيض ، ولكن لم يتعرض لهما البيانيون لأنهما مولدان على الأصح من الاستفهام والتمني فالأول من الهمزة مع لا النافية في «ألا» والثاني من هل ولو للتمنى مع لا وما الزائدتين في «هلا والا» بقلب الهاء همزة. وكذا : لولا ولوما.
واعلم أن الانشاء الطلبي نوعان ، الأول ما يدل على معنى الطلب بلفظه ويكون بالخمسة المذكورة ، والثاني ما يدل على معنى الطلب بغير لفظه كالدعاء.