(٣) وتكون بمعنى متى ، كقولك : زُرني أنى شِئتَ.
وكم : موضوعة للاستفهام : ويُطلب بها تعيين عَددٍ مُبهمٍ كقوله تعالى : (كم لبثتم)
وأيّ : موضوعة للاستفهام : ويُطلب بها تمييزُ أحد المُتشاركين في أمرٍ يعمهما : كقوله تعالى : (أي الفَريقين خيرٌ مَقَاما) ويُسأل بها عن الزمان والمكان ، والحال ، والعدد ، والعاقل ، وغيره ، على حسب ما تُضاف إليه «أي» ، ولذا تأخذ «أي» معناها ممّا تُضاف إليه ، فان اضيفت إلى ما تفده ما أخذت حكمها ، وإن أضيفت إلى ما تفيده «متى أو كيف» أو غيرها من الأدوات السابقة أخذت معناها.
وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي وهو طلب العلم بمجهول فيستفهم بها عن الشّىء مع العلم به لأغراض أخرى : تُفهَم من سِياق الكلام ودلالته ، ومن أهمّ ذلك.
(١) الأمر ، كقوله تعالى : (فَهَل أنت مُنتَهُون) أي انتهو.
(٢) والنَّهي ، كقوله تعالى : (أتخشَونهُم فاللهُ أحقُ أن تخشوهُ) (١).
(٣) والتسوية ، كقوله تعالى : (سَوَاء عليهم أأنذَرتَهُم أم لم تنُذرهم لا يؤمنون).
(٤) والنفي ، كقوله تعالى : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) (٢).
(٥) والإنكار ، (٣) كقوله تعالى : (أغيرَ اللهِ تَدعون).
__________________
(١) أي : لا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه.
(٢) أي ما جزاء الاحسان إلا الاحسان.
(٣) اعلم أن الانكار إذا وقع في الاثبات يجعله نفيا كقوله تعالى : (أفي الله شك) أي لا شك فيه ، وإذا وقع في النفي يجعله اثباتا ، نحو : قوله تعالى «ألم يجدك يتيما» أي : قد وجدناك ، وبيان ذلك : أن انكار الاثبات والنفي نفى لهما ، ونفى الاثبات نفى ونفى النفي اثبات ، ثم الانكار قد يكون للتكذيب ، نحو أيحسب الانسان أن يترك سدى.
وقد يكون للتوبيخ واللوم على ما وقع. نحو : «اتعبدون ما تنحتون» وهذه الآية من كلام ابراهيم عليه السلام لقومه ، حينما رآهم يعبدون الأصنام من الحجارة.