يأيُّها السادر المزور من صلفٍ |
|
مَهلاً ، فإِنك بالأيّام مُنخَدع (١) |
وقد تخرج ألفاظ النّداء عن معناه الأصلي إلى معان أخرى ، تفهم من السِّياق بمعونة القرائن ومن أهمّ ذلك :
(١) الإغراء نحو قولك لمن أقبل يتظَّلم : يا مظلومُ.
(٢) والاستغاثة ، نحو ، يالله للمؤمنين.
(٣) والندبة ، نحو قول الشاعر :
فواعجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ |
|
وَوَا أسفاً كم يظهر النقص فاضل |
(٤) والتّعجب ، كقول الشاعر :
يا لك من قُبُّرة بمعمرِ |
|
خلاَ لكِ الجوُّ فبيضى واصفرى |
(٥) والزجر ، كقول الشاعر :
أفؤادي متى المتابُ ألَّما |
|
تصحُ والشَيبُ فوق راسي المَّا |
(٦) والتحسُّر والتَّوجُّع كقوله تعالى : (يا ليتني كنتُ تراباً).
وكقول الشاعر :
أيا قبرَ مَعن كيف واريت جودَهُ |
|
وقد كانَ منه البرُّ وَالبحر مُترعاً |
(٧) والتَّذكر كقوله :
أيا منزلي سلمى سلامٌ عليكما |
|
هل الأزمٌن اللاتي مضينَ رواجع |
(٨) والتحيرُّ والتضجُّر نحو قول الشاعر :
ايا مَنازلَ سلمى أين سلماك |
|
من أجل هذا بكيناهاَ بكيناك |
ويكثر هذا في نداء الأطلال والمطايا : ونحوها.
__________________
(١) السادر الذاهب عن الشيء ترفعا عنه ، والذي لا يبلالي ولا يهتم بما صنع. المزور : المنحرف ، والصلف الكبر.