قطعا فأحضروهم لإظهار كذبهم (فَإِنْ شَهِدُوا) وأقرّوا واعترفوا بما ادّعوه (فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ) أي فلا تؤيّدهم في شهادتهم ولا تصدّقهم في قولهم فإن تصديقهم كالشهادة لهم بباطلهم ، بل بيّن لهم فساد قولهم وشهادتهم (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي ولا تسلك طريقتهم السائرة وفق أهوائهم ورغباتهم فإن تكذيبهم لآياتنا منبعه الأهواء والغايات والنفوس المريضة التي قادها الشيطان والهوى (وَ) لا تتّبع أيضا (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) من عبدة الأصنام والكافرين بالبعث والنشور فإنهم كافرون (وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) أي يجعلون له عديلا ونظيرا لأنهم مشركون.
١٥١ ـ (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ...) أتلو : أي أقرأ ما حرّم : يعني منع ربّكم عليكم : (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ) فأوجب توحيده سبحانه وعدم الشّرك به. ولفظة : ألّا هي : أن و : لا الناهية. (وَبِالْوالِدَيْنِ) الأب والأم (إِحْساناً) أن تحسنوا إليهما ، وهذا ليس أمرا بالإحسان إليهما فحسب ، بل هو مبالغة في ضرورة الإحسان إليهما ليبيّن أن ترك الإساءة إليهما غير كاف بل لا بد من صريح الإحسان للوالدين عرفانا بجميلهما وبرّا بهما. وعن القمي بطريق مقطوع أن الوالدين هما رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهماالسلام، ولكن لا بد أن يكون المراد أعمّ منهما (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) أي خوف الفقر ، فربّما ولد الطفل وكان قرين الغنى لأن الله سبحانه متكفّل برزق عباده وقد صرح بقوله (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) قد أخذ على نفسه الرحمة لمخلوقاته والعطاء. والواو هنا للمصاحبة فالرزق يشمل الوالد والمولود (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ) أي ابتعدوا عن الفواحش وهي جمع فاحشة وتعني العمل القبيح المنهيّ عنه بالنهي الشديد شرعا وعرفا (ما ظَهَرَ مِنْها) أي ما بان من تلك الفواحش لأعين الناس (وَما بَطَنَ) كالزّنى واتّخاذ العشيق والخليل سرّا ـ قال الله تعالى ولا متّخذات أخدان ـ. وفي الكافي والعياشي عن الإمام السجاد عليهالسلام : ما ظهر : هو نكاح امرأة