من اليهود والنصارى إذ لا تنقصنا الفصاحة والفهم وحذق الشّعر والخطب وغيرهما وإن كان أكثرنا أميّين (فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) أي حجة واضحة أنزلها الله سبحانه لكم (وَهُدىً) لمن اتّبعها (وَرَحْمَةٌ) لمن تأمل فيها وكان من أهلها (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ) أي : هل أظلم لنفسه من الذي كذّب بآيات ربّه وبراهينه وحججه ولم يصدّقها (وَصَدَفَ عَنْها) أي أعرض وانصرف بوجهه عن تلك الآيات البيّنات؟ (سَنَجْزِي) نعاقب (الَّذِينَ يَصْدِفُونَ) يعرضون (عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ) العذاب السيّء الأليم (بِما) بسبب ما (كانُوا يَصْدِفُونَ) يشيحون بوجوههم عنها.
* * *
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦٠))
١٥٨ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ...) هذا استفهام إنكاري يعني : ما ينتظر كفّار مكة إلّا مجيء الملائكة إليهم إمّا للوفاة وإمّا للعذاب (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) أي أمر ربّك وقد أقام المضاف محل المضاف إليه (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) بعض ما وعدهم به من الأهوال والعذاب. وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليهالسلام في معنى هذه الآية الكريمة :