(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (٨) اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠))
٧ ـ (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ...) أي كيف يكون لهم عهد محترم عند الله وعند رسوله وهم أهل غدر ونقض ولا يضمرون الوفاء. والجملة وردت على التعجّب وأنه سبحانه كيف يأمر بالكفّ عن دمائهم مع ما هم عليه (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) فلهم عهد لأنهم لم يخونوك ولا أضمروا الغدر بك. وعن ابن عباس أن المقصود بهم قريش ، وقيل : هم أهل مكة حين عاهدهم النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم الحديبية فلم يستقيموا وأعانوا بني بكر على خزاعة فضرب لهم رسول الله (ص) بعد الفتح أربعة أشهر فإمّا أن يسلموا وإمّا أن يلحقوا بأي بلاد شاؤوا ، فأسلموا قبل مضي الوقت. وقيل إنه سبحانه عنى قبائل كثيرة. (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) أي فما ثبتوا لكم على العهد فاثبتوا لهم وكونوا باقين عليه ما بقوا (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) الذين يتجنّبون نكث العهود والمحافظة على الأوامر والنواهي.