ذكر شنع الخوارج
ذكر بعض من جمع مقالات المنتمين إلى الإسلام ، أن فرقة من الإباضية رئيسهم رجل يدعى زيد بن أبي أنيسة وهو غير المحدث المشهور ، كان يقول : إنّ في هذه الأمة شاهدين عليها وهو أحدهما ، والآخر لا يدري من هو؟ ولا متى هو؟ ولا يدري لعله قد كان قبله ، وأنّ من كان من اليهود والنصارى يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله إلى العرب لا إلينا ، كما تقول العيسوية من اليهود ، قال : فإنهم مؤمنون ، أولياء الله تعالى ، وإن ماتوا على هذا العقد وعلى التزام شرائع اليهود والنصارى ، وأن دين الإسلام سينسخ بنبي من العجم يأتي بدين الصابئين ، وبقرآن آخر ينزل عليه جملة واحدة.
قال أبو محمد : إلّا أن جميع الإباضية يكفرون من قال بشيء من هذه المقالات ويبرءون منه ، ويستحلون دمه وماله.
وقالت طائفة من أصحاب الحارث الإباضي : إن من زنى أو سرق أو قذف فإنه يقام عليه الحد ثم يستتاب مما فعل ، فإن تاب ترك ، وإن أبي التوبة قتل على الرّدة.
قال أبو محمد : وشاهدنا الإباضية عندنا بالأندلس يحرمون طعام أهل الكتاب ، ويحرمون أكل قضيب التيس ، والثور والكبش ، ويوجبون القضاء على من نام نهارا في رمضان ، فاحتلم ، ويتيممون وهم على الآبار التي يشربون منها إلا قليلا منهم.
وقال أبو إسماعيل البطيحي وأصحابه ، وهم من الخوارج : إن لا صلاة واجبة إلا ركعة واحدة بالغداة ، وركعة أخرى بالعشي فقط ، ويرون الحج في جميع شهور السنة ، ويحرمون أكل السمك حتى يذبح ، ولا يرون أخذ الجزية من المجوس ويكفرون من خطب في الفطر والأضحى ، ويقولون : إن أهل النار في النار في لذّة ونعيم ، وأهل الجنة كذلك.
قال أبو محمد : وأصل أبي إسماعيل هذا من الأزارقة إلّا أنّه غلا عن سائر الأزارقة ، وزاد عليهم.
وقالت سائر الأزارقة ، وهم أصحاب نافع بن الأزرق ، بإبطال رجم من زنى وهو