ولا يحتاج إلى ذكر الأسماء ، إذ لم يكلفنا الله عزوجل ذلك ، فكل قرشي بالغ عاقل بادر إثر موت الإمام الذي لم يعهد إلى أحد فبايعه واحد فصاعدا فهو الإمام الواجب طاعته ما قادنا بكتاب الله تعالى وبسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الذي أمر الكتاب باتباعها ، فإن زاغ عن شيء منهما منع من ذلك وأقيم عليه الحد والحق ، فإن لم يؤمن أذاه إلا بخلعه خلع وولي غيره منهم.
فإن قالوا : قد اختلف الناس في تأويل القرآن والسنة قلنا نعم وقد أمرنا الله تعالى بالرجوع عن التنازع إلى ظاهر القرآن والسنة ومنع من تأويلهما بغير نص آخر.
قلنا : إن التأويل الذي لم يقع عليه برهان تحريف للكلم عن مواضعه ، وقد جاء النص بالمنع من ذلك وليس الاختلاف حجة ، وإنما الحجة في نص القرآن والسنن ، وما اقتضاه لفظهما العربي الذي خوطبنا به ، وبه ألزمتنا الشريعة.
قال أبو محمد : ثم نسألهم فنقول لهم : إن عمدة احتجاجكم في إيجاب إمامتكم التي تدعيها جميع فرقكم إنما هي وجهان فقط ، أحدهما : النص عليه باسمه والثاني : شدة الفاقة إليه في بيان الشريعة إذ علمها عنده لا عند غيره ولا مزيد ، فأخبروني بأي شيء صار محمد بن علي بن الحسين أولى بالإمامة من إخوته زيد وعمرو وعبد الله وعلي والحسين؟ فإن ادعوا نصا من أبيهم عليه أو من النبي صلىاللهعليهوسلم أنه الباقر لم يكن ذلك ببدع من كذبهم ، ولم يكونوا أولى بتلك الدعوى من الكيسانية في دعواهم النص على ابن الحنفية ، وإن ادعوا أنه كان أفضل من إخوته كانت أيضا دعوى بلا برهان والفضل لا يقطع على ما عند الله عزوجل فيه بما يبدو من الإنسان ، فقد يكون باطنه خلاف ظاهره. وكذلك يسألون أيضا : ما الذي جعل موسى بن جعفر أولى بالإمامة من أخيه محمد أو إسحاق أو علي؟ فلا يجدون إلى غير الدعوى سبيلا ، وكذلك أيضا يسألون : ما الذي خص علي بن موسى بالإمامة دون إخوته وهم سبعة عشر ذكرا؟ فلا يجدون شيئا غير الدعوى ، وكذلك يسألون : ما الذي جعل محمد بن علي بن موسى أولى بالإمامة من أخيه علي بن علي؟ وما الذي جعل علي بن محمد أولى بالإمامة من أخيه موسى بن محمد؟ وما الذي جعل الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى أحق بالإمامة من أخيه جعفر بن علي؟ فهل هاهنا شيء غير الدعوى الكاذبة التي لا حياء لصاحبها والتي لو ادعى مثلها مدع للحسن بن الحسن أو لعبد الله بن الحسن ، أو لأخيه الحسن بن الحسن ، أو لابن أخيه علي بن الحسن أو لمحمد بن عبد الله القائم بالمدينة ، أو لأخيه إبراهيم أو لرجل من ولد العباس ، أو من بني أمية ، أو من أي قوم من