الكلام في وجوه الفضل والمفاضلة بين الصحابة
قال أبو محمد : اختلف المسلمون فيمن هو أفضل الناس بعد الأنبياء عليهمالسلام. فذهب بعض أهل السنة ، وبعض المعتزلة ، وبعض المرجئة ، وجميع الشيعة ، إلى أن أفضل الأمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد روينا هذا القول نصا عن بعض الصحابة رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين والفقهاء.
وذهبت الخوارج كلها ، وبعض أهل السنة ، وبعض المعتزلة ، وبعض المرجئة ، إلى أن أفضل الصحابة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو بكر ، ثم عمر. وروينا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعفر بن أبي طالب ، وبهذا قال أبو عاصم النبيل ، وهو الضحاك بن مخلد ، وعيسى بن حاضر ، قال عيسى : وبعد جعفر حمزة ، رضي الله عنه.
وروينا عن نحو عشرين من الصحابة أن أكرم الناس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام.
وروينا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : «مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وثلاثة رجال لا يعد أحد عليهم بفضل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعبّاد بن بشر».
وروينا عن أمّ سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها تذكرت الفضل ومن هو خير فقالت : ومن هو خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وروينا عن مسروق بن الأجدع وتميم بن حزم وإبراهيم النّخعي وغيرهم أن أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن مسعود ، قال تميم وهو من كبار التابعين : رأيت أبا بكر وعمر فما رأيت مثل عبد الله بن مسعود.
وروينا عن بعض من أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم : أن أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر بن الخطاب وأنه أفضل من أبي بكر رضي الله عنهما وبلغني عن محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري أنه كان يذهب إلى هذا القول. قال داود بن علي الفقيه رضي الله عنه : أفضل الناس بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأفضل الصحابة الأولون من