وقوله صلىاللهعليهوسلم : «لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ولكنّه أخي وصاحبي». (١)
وهذا الذي لا يصح غيره ، وأما إخوة علي فلا تصح إلا مع سهل بن حنيف ، ومنها أمره صلىاللهعليهوسلم بسد كل باب وخوخة في المسجد حاشا خوخة أبي بكر. وهذا هو الذي لا يصح غيره.
ومنها غضبه صلىاللهعليهوسلم على من خارج أبا بكر وعلى من أشار عليه بغير أبي بكر للصلاة. ومنها قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن من أمنّ الناس عليّ في ماله أبا بكر» (٢) وعمدتنا في تفضيل أبي بكر ثم عمر على جميع الصحابة بعد نساء النبي صلىاللهعليهوسلم هو قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ سئل من أحب الناس إليك يا رسول الله قال : «عائشة». قيل : فمن الرجال؟ قال : «أبوها». قيل : ثم من يا رسول الله؟ قال : «عمر».
قال أبو محمد : فقطعنا بهذا ثم وقفنا ولو زادنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيانا لزدنا لكنا لا نقول في شيء من الدين إلا بما جاء به النص.
قال أبو محمد : واختلف الناس فيمن أفضل أعثمان أم علي رضي الله عنهما؟
قال أبو محمد : والذي يقع في نفوسنا دون أن نقطع به ولا نخطئ من خالفنا في ذلك فهو أن عثمان أفضل من علي ، والله أعلم ، لأن فضائلهما تتقاوم في الأكثر فكان عثمان أقرأ وكان علي أكثر فتيا ورواية ، ولعلي أيضا حظّ قوي في القراءة ، ولعثمان أيضا حظ قوي في الفتيا والرواية ، ولعلي مقامات عظيمة في الجهاد بنفسه ولعثمان مثل ذلك بماله ، ثم انفرد عثمان بأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بايع ليساره المقدسة عن يمين عثمان في بيعة الرضوان ، وله هجرتان وسابقة قديمة وصهر مكرم محمود ولم
__________________
رضي الله عنه ، أوله : «كانت بين أبي بكر وعمر محاورة ...» وفيه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إني قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت».
(١) رواه من طرق متعددة : البخاري في الصلاة باب ٨٠ ، وفضائل الصحابة باب ٣ و ٥ ، والفرائض باب ٩. ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة حديث ٢٨ ، وفضائل الصحابة حديث ٢ ـ ٧. والترمذي في المناقب باب ١٤ ـ ١٦. وابن ماجة في المقدمة باب ١١. والدارمي في الفرائض باب ١١. وأحمد في المسند (١ / ٢٧٠ ، ٣٥٩ ، ٣ / ٤٧٨ ، ٤ / ٤ ، ٥ / ٢١٢).
(٢) رواه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥. ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢. والترمذي في المناقب باب ١٥.