غير داعية للشر ، لا إذا كانت صادفة عنه. ثم إنّه تعالى تأكيدا للمقام وتهديدا أو تخويفا للعباد على القذف والإفك يقول :
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
٢٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ :) أي العفائف (الْغافِلاتِ) عن الفواحش التي نسبت إليهنّ (الْمُؤْمِناتِ) بالله ورسوله (لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) هذه الكريمة وعيد عامّ لكلّ قاذف ورام للعفائف بالفواحش ما لم يتب. والمراد باللّعن الدّنيوي ابتلاؤهم بعقوبة الحدّ والجلد وردّ الشهادة وكونهم مطرودين ، واللّعن الأخروي هو بعدهم عن رحمة الله وقربهم إلى غضبه وأنواع عقوباته العظيمة الكاشفة عن عظم الذنب كما أشار إليه بقوله سبحانه (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
٢٤ ـ (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ...) بإنطاق الله إيّاها ليعترفوا بما صدر عنها من الأقوال والأعمال ، ويمكن أن تكون شهادة الجوارح على الإنسان من قبيل صدور الصّوت عن بعض صنائع اليوم كالمسجّلات ومجالس