عريانة؟ قال لا قال : فاستأذن عليها. (وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها) بالتحيّة الإسلاميّة كقوله السّلام عليكم. والحاصل أن من أراد أن يدخل على أحد في داره فلا بدّ له أن يستأذن أوّلا ، فإن أذن له في الدّخول يدخل ويسلّم على أهله بقوله : السّلام عليكم ، لا بالتحيّة الجاهلية كقولهم : صباح الخير ونحوه مما كانت تحيّتهم به. وفي الفقيه عنه (ع): إنّما الإذن على البيوت ، ليس على الدّار إذن (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) أي الاستئذان والتّسليم خير لكم من أن تدخلوا بغتة وبتحيّة الجاهلية. وغاية الاستئذان (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي تذكرون مواعظ الله لتتأدّبوا بآدابه وأوامره ونواهيه ولتتعلّموها فتعملوا على طبقها.
٢٨ ـ (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً ...) يأذن لكم (فَلا تَدْخُلُوها) لأنه ربما كان فيها ما لا يجوز أن تطّلعوا عليه (حَتَّى يَأْذَنَ) ربّ البيت في ذلك. هذا إذا كان باب البيت مغلقا ، وأما إذا كان مفتوحا فالدخول بلا استئذان ولا محذور فيه لأن صاحبه بالفتح أباح النظر إلى ما فيه (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ) أي الرجوع بلا إلحاح أطهر لكم من الوقوف على الباب وأنفع لكم في دينكم ودنياكم وأقرب إلى أن تصيروا أزكياء (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) لا يخفى عليه شيء من أعمالكم فيجازيكم بها.
٢٩ ـ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ...) كالرّبط والحوانيت فيجوز لكم الدخول فيها بغير استئذان كما هو المتعارف (فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) أي للاستمتاع بها كالتحفظ من الحر والبرد والإيواء للنساء والرجال ، والجلوس فيها للمعاملة أو غيرها من الاستفادات والتمتع. وعن الصّادق عليهالسلام : هي الحمّامات والخانات والأرحية تدخلها بغير إذن ، ولعلّ التمثيل بها ليس من جهة الحصر بل من باب مجرّد المثال (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ) أي هو تعالى عالم بنيّاتكم عند دخولكم مدخلا لفساد أو تطلّع على عورة أو لأمر دينيّ أو دنيوي مباح ، سواء أظهرتم أو أخفيتم. وليعلم أن مناسبة آية الاستئذان مع ما قبلها ، أنه تعالى لما بيّن