والامتثال بالأعمال الصالحة (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) إلى الحق وتفوزوا فوزا عظيما (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وقد بلّغ ، فإن قبلتم فلكم وإلّا فعليكم وحكي أن فقراء المهاجرين بعد ما كانوا عشر سنين في مكة في غاية الخوف والشدّة هاجروا من مكّة إلى المدينة ونزلوا بدوا في منازل الأنصار إلى مدّة فاتّفق على محاربتهم كفار قريش وأكثر قبائل العرب المحالفين لهم وغير المحالفين من الذين كانوا في مكة ويثرب يرسلون إليهم رسائل ورسلا ويتهدّدونهم ويخوّفونهم. فمضت عليهم أزمنة وهم مضطربون غير مستريحين ، فقالوا يوما من أيّام اجتماعهم : هل يجيء علينا زمان السّلامة والعافية والأمن والأمان قاعدين في بيوتنا على فراغ بال ، فنزلت : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ) ، الآية ...
* * *
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٥٥) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧))
٥٥ ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ...) أي ليجعلنّهم خلفاء بعد نبيّكم متصرّفين فيها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي بني