وروي عن الصّادق عليهالسلام أنّه قال : أيدخل أحدكم يده إلى كمّ صاحبه أو جيبه فيأخذ منه؟ قالوا : لا ، قال : فلستم بإخوان وعن ابن عبّاس أنّ الصّداقة أقوى من النسب لأنّ أهل النار يستغيثون بأصدقائهم ولا يستغيثون بآبائهم وأمّهاتهم ويقولون : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) عن الصّادق (ع) قال : بإذن وبغير إذن (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي على أهلها الذين هم منكم وعن الصّادق (ع) هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ، ثم يردّون عليه فهو سلامكم على أنفسكم فإن فاعل السّبب فاعل للمسبّب أيضا (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ) مشروعة من لدنه (مُبارَكَةً) لأنها دعاء مؤمن لمؤمن بالسلامة ويرجى بها من الله تعالى زيادة الخير (طَيِّبَةً) أي طيب الرزق وطيب النفس بالتواصل والثواب. ومنه قوله عليهالسلام سلّم على أهل بيتك يكثر خير بيتك (كَذلِكَ) أي كما أنّ الله تعالى بيّن السّلام (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) يظهر لكم وينزل آيات أحكامه (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) معالم دينكم ومصالحها ومنافعها التي ترجع وتعود إليكم.
٦٢ ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا ...) أي الكاملون في الإيمان بقرينة الحصر (بِاللهِ وَرَسُولِهِ) من صميم القلب (وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) أي مع الرّسول على عمل جامع يأمر بجمع الناس واجتماعهم فيه. فوصف الأمر بالجامع مجاز للمبالغة كالجمعة والأعياد والحروب والمشاورات وصلاة الاستسقاء فأولئك (لَمْ يَذْهَبُوا) من عنده صلوات الله عليه وآله (حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) أي الرّسول صلىاللهعليهوآله (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) لمهامّهم (فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) هذا تفويض للأمر إليه صلوات الله عليه وآله (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ) بعد الاستئذان فانه ولو لعذر قصور ، لأن تقديم أمر الدنيا على مهمّ الدين ليس بخال عن شوائب الخلل (غَفُورٌ) لقصور عباده وتفريطهم. ويحتمل أن يكون الاستغفار لعدم الاستئذان من بعض الناس ، والله أعلم.