من صفة الفاعل ، وقد يوصف به القرآن مجازا ، وحمل الكلام على الحقيقة إذا أمكن أولى ، بل قيل واجب.
٢ ـ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ ...) أي كما زعم الوثنية والثنوية (فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) أي فهيّأه لما يصلح له في الدّين والدّنيا ، أو قدّر له أجلا مسمّى. والقمّي عن الرّضا عليهالسلام قال : تدري ما التقدير؟ قيل : لا ، قال : هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء.
٣ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ...) أي أنه مع قدرته هذه وملكه هذا قد جعل الكافرون لأنفسهم أربابا غيره سبحانه وتعالى ، مع أن أربابهم التي صنعوها (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) لأنهم عاجزون عن ذلك ، فالله تعالى وحده هو الخالق البارئ ، وهم أيضا (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) فلا يجلبون لها خيرا ولا يدفعون عنها شرّا (وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) فليس بيدهم شيء بل هم راضخون لمشيئة الله سبحانه وتعالى.
* * *
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٦))
٤ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ ...) أي قالوا : ليس القرآن