مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (١٠))
٧ ـ (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ ...) أي الزاعم أنه رسول ، وفيه تهكّم (يَأْكُلُ الطَّعامَ) كما نأكل (وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) لطلب المعاش كما نمشي له ، زعموا أنّه إن صحّ دعواه فما باله لم يخالف حاله حالنا ، زعما منهم أنه يجب أن يكون الرّسول ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيّش. ثم نزلوا عن ذلك فقالوا (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) يصدقه في دعواه على مرأى منّا ومنظر. ثم نزلوا عن ذلك فقالوا :
٨ ـ (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ ...) أي يطرح ويقذف إليه من السّماء مال كثير يستغني به عن التردّد في الأسواق لطلب معاشه غفلة وجهلا منهم أن تردّده ومشيه في الأسواق لهداية الناس وإنذارهم. ثم نزلوا عن ذلك فقالوا : (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) أي بستان (يَأْكُلُ مِنْها) من محصولها ويعيش بذلك ويرتزق كالدّهاقين والمياسير (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) أي ما تتبعون إلّا من سحر فغلب على عقله ، وضع الظاهر موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوا.
٩ ـ (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ ...) أي انظر بعين البصيرة حتّى ترى كيف قالوا فيك الأقوال النادرة وماثلوك بالمسحور ، ووصفوك بالمملى عليه والمفتري (فَضَلُّوا) عن الطّرق الموصلة إلى معرفة خواص أنبيائه وتميّزهم عمّن سواهم وعموا عن الفرق بين النبيّ والمتنبّئ (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إلى القدح في نبوّتك أو إلى الرشد والهدى ، أو إلى ولاية عليّ عليهالسلام كما عن الباقر عليهالسلام.
١٠ ـ (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ ...) أي تقدّس الذي إن شاء (جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) ممّا قالوا فيك (جَنَّاتٍ تَجْرِي) الآية بيان لقوله خيرا