(لِلرَّحْمنِ) والملك على ثلاثة أقسام : ملك العظمة وهو مخصوص بذاته المقدّسة جلّت عظمته ، وملك الدّيانة وهو الذي يحصل بتمليكه سبحانه أو إمضائه ، وملك الجبريّة وهو الذي يتملّكه الإنسان بالقهر والغلبّة (وَكانَ يَوْماً) أي يوم القيامة (عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) أي شديد الأهوال بمخاوفه. وتقديم الظرف وفصله لإفادة الحصر حيث إن الشدّة على الكفرة. وأما أهل الايمان فكان أمرهم سهلا وهم في أمن من تلك الشدائد والمخاوف.
٢٧ ـ (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ...) لعلّ عضّ الظلمة أياديهم كناية عن غاية غيظهم وفرط تحسّرهم. ويحتمل أن يكون المراد معناه الظاهري ندما وتحسّرا (يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) أي طريقا إلى الهدى. وفي القمي : هذا مقول قول الأول. وعن الباقر عليهالسلام : إن المراد الولاية.
٢٨ ـ (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ...) أي يا هلكتي احضري فهذا وقتك (لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) المراد بفلان هو من أضلّه. والقمي قال : يعني الثاني.
٢٩ ـ (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ...) أي القرآن أو وعظ الرّسول من الإرشاد والإنذار أو الولاية (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ) أي الخليل المضلّ أو إبليس أو كل متشيطن جنّي أو إنسيّ وفي القمي أنه الثاني (لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) أي يسلّمه إلى الهلاك ثم يتركه ولا ينفعه ويريبه بالخذلان الأبدي. ثم أنه تعالى بعد ذكر أحوال مصاحبة الأشرار وبيان سوء عاقبته في دار القرار أخذ في حكاية شكاية رسوله صلىاللهعليهوآله من قومه فقال :
٣٠ ـ (وَقالَ الرَّسُولُ) ... (هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ...) أي جعلوه متروكا وراء ظهورهم لا يسمعونه ولا يتفهّمونه ولا يتدبرون آياته وأحكامه.
٣١ ـ (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ ...) هذه الشريفة نزلت في مقام تسلية