زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩))
٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها ...) أي أولم ينظروا إلى عجائبها وغرائبها التي أودعها فيها الصانع الحكيم ، ولم يتدبّروا فيها ، ولا رآها بعين المعرفة أولئك الذين أنكروا البعث والحشر والحساب وكذّبوا بذلك بلا رويّة ولا شعور (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها) من بعد مواتها وجفافها (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) من كلّ صنف ممّا هو كثير النفع. وقد ذكر (كُلِ) للإحاطة بالأزواج التي خلقها ، وذكر (كَمْ) لكثرة تلك الأزواج.
٨ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ ...) أي إن في الآيات ، أو في كل واحد من الأزواج وإنباتها بهذه الكثرة (لَآيَةً) أي برهانا وحجة كاملة على أنّ منبتها قادر على أن يحيي الموتى ، وهو تام القدرة والحكمة مسبغ النعم والرحمة ، تعالى الله عما يشركون علوّا كبيرا كبيرا. (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) هذه الجملة في مورد العلة لما ذكر قبلها من الإعراض والتكذيب المتضمّن للاستهزاء وعدم التدبّر في الآيات الآفاقيّة ، أي كلّ ذلك لأن أكثرهم ، لو لم يكن كلّهم ، غير مؤمنين أو غير مدركين حقيقة الإيمان لأنّ الإيمان لم يدخل في قلوبهم.
٩ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ...) أي أنه الغالب القادر على الانتقام من الفسقة الكفرة (الرَّحِيمُ) بالعباد حيث أمهلهم. ثم أنه سبحانه وتعالى بعد ذكر أحوال الكفار وتعداد نعمه أخذ في بيان أقاصيص الرّسل وما ورد عليهم من قومهم من المشاق ، تسلية لخاتم الرّسل وأشرفهم تحريضا له صلوات الله عليه وآله على الصّبر والترجي بنزول النصر ، فابتدأ بقصّة موسى (ع) وفرعون عصره الّتي هي أكبر قصّة من القصص القرآنيّة وأحسنها للاعتبار فقال عزّ وعلا :
* * *