(وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (١١) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤))
١٠ و ١١ ـ (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى ...) أي أذكر يا محمد واتل عليهم الوقت الذي نادى فيه ربّك الذي خلقك رسوله موسى فقال يا موسى (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وبالكفر وتعذيب بني إسرائيل. وكان هذا النّداء في الوقت الّذي وصل موسى ونزل عند الشجرة وراى نورا لا معا أضاء تمام الوادي فنودي منها : إنّي أنا الله ربّ العالمين. فمن هنا بعث إلى فرعون وأمر كما في الآية الشريفة بإتيان قوم فرعون. وهذا بدل (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أو عطف بيان ، أي توجّه إليهم وقل لهم : (أَلا يَتَّقُونَ) الاستفهام تقريريّ أي لا بدّ من أن يخافوا من حلول سخطه ونزول عذابه عليهم. فلمّا أمر بذلك وعلم بإفراطهم في الظلم والاجتراء عليه تعالى :
١٢ و ١٣ و ١٤ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ ...) أي أخاف أن يكذّبوني بالرسالة ولا يقبلوا منّي قولي (وَيَضِيقُ صَدْرِي) من تكذيبهم لي ، وضيق القلب وانقباضه يصير سببا لتغيّر كلام من في لسانه رتّة وحبسة ولذا قال (وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) ترتّب عدم انطلاق اللسان على ضيق صدره كما ترتب الضيق على تكذيبه برسالته فطلب موسى (ع) منه تعالى أن يبعث معه هارون بعد أن ذكر الأمور الدّاعية إلى ذلك فقال : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) ليعاونني كما يقال إذا نزلت بنا نازلة فنرسل إليك ، أي لتعيننا ، وإنّما طلب المعاونة حرصا على القيام بالطاعة ، فاستدعاء المعين عين التقبّل لا أنّه تعلّل وقال : اجعل أخي هارون نبيّا يعضدني في أمر الرّسالة فيقوى به قلبي وينوب منابي إذا اعترتني الرّتة في لساني. ثم أضاف موسى (ع)