٣٢ ـ (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ ...) أي ظهرت ثعبانيّته على فرعون وجميع جلسائه بحيث لم يشكّ أحد في أنه ثعبان لا أنّه كان شيئا شبيه الثعبان مثل الأشياء المزوّرة بالشعبذة والسحر ، فلم يبق أحد من الجلساء إلّا هرب ، ودخل على فرعون من الرّعب ما لم يملك نفسه فقال : يا موسى أنشدك بالله الذي أرسلك وبالرّضاع إلّا ما كففتها عنّي فأخذها موسى فصارت كما كانت عصا. وروي أنّ فرعون بعد مشاهدة تلك الآية قال : هل لك آية أخرى؟ قال : نعم.
٣٣ ـ (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ ...) أي أخرج يده من جيبه فأنارت الوادي من شدّة بياضها من غير برص أو علّة أخرى ولها شعاع كشعاع الشمس يذهب بالأبصار أن تعمّق الناظر في النظر (لِلنَّاظِرِينَ) وذكر هذه الكلمة يدل على كثرة النظّار إليها وذلك لأن بياضها لكثرة لمعانها وإشراقها كان مورد تعجّب وتحيّر ، فلذا خاف فرعون على مقامه ومكانته عند النّاس فلجأ إلى المكر وألقى الشبهة وقال :
* * *
(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ (٣٥) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٣٦) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (٣٧) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٣٨) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (٤٠))