وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥))
١٩ ـ (هذانِ خَصْمانِ ...) أي جمعان من المؤمنين والكفار من أهل الملل الخمس المذكورة يعني : اليهود والنّصارى والصّابئين والمجوس والمشركين (اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أي المؤمنون على حدة ، والكفار بأجمعهم على حدة ، تنازعوا وتجادلوا في ذاته تعالى وصفاته. فالمؤمنون مثبتونهما له تعالى ، والكفرة نافونهما عنه سبحانه. وهذا الاختصام والتنازع لا يزال بينهما الى يوم لقاء الله فثمّت ينقطع كما أشار اليه بقوله عزّ من قائل (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وأشارها هنا بكيفيّة التفصيل بقوله سبحانه : (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) أي فصّل لهم ألبسة ناريّة من جنس النار على قدر جثثهم الخبيثة. وقال ابو سعيد الخدري : ثياب من نحاس أذيب بالنّار يلبسونها. كقوله تعالى سرابيلهم من قطران وقيل إن المراد نيران تحيط بهم وتشملهم كالثياب (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ