وأسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم ، فبعث الله ملكا فضرب وجوه دوابّهم فردّهم إلى عسكر فرعون فكانوا في من غرق مع فرعون.
* * *
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤))
٦٩ و ٧٠ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ ...) أي اقرأ يا محمد على مشركي العرب خبر إبراهيم ، فإنّه أبو الأنبياء وبه افتخار العرب ، وفيه تسلية لك وعظة لقومك : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ) أي لعمّه آزر ، وإطلاق الأب عليه بلحاظ التربية والإشفاق والمراد بالقوم هم أهل بابل : (ما تَعْبُدُونَ) من دون الله. والاستفهام على وجه الإنكار عليهم ، أي أن ما تعبدونه لا يستحق العبادة.
٧١ ـ (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً ...) هذا هو الجواب وكان كافيا. فإطالة الجواب لبيان ابتهاجهم وإظهار ما في نفوسهم من الافتخار بعبادتها (فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) أي ثابتين على الصّلاة لها. وعن ابن عبّاس أن العاكفين بمعنى المصلّين ، أو معناه فنظل : فندوم ملازمين للأصنام. وعلى أيّ من المعنيين سألهم ثانيا :
٧٢ و ٧٣ ـ (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ...) أي هل يستجيبون لدعائكم إذا دعوتموهم أو يضرّون إن تركتم عبادتهم؟ وفي هذا بيان أن الدّين إنما يثبت