الْحَمِيمُ) أي الماء المغلي ، قيل لو تقطّرت منه قطرة على جبال الدنيا لأذابتها عن ابن عباس.
٢٠ ـ (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) : أي يذاب به أحشاؤهم وأمعاؤهم (وَالْجُلُودُ) كما يذاب به جلودهم كما في قوله تعالى في سورة محمّد : وسقوا ماء حميما فقطّع أمعاءهم. فباطنهم كظاهرهم في التّأثر به.
٢١ ـ (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) : أي السياط أو أعمدة من حديد المقمعة ما يدق به وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنه قال : لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما نقلوها وما أقلعوها عن الأرض.
٢٢ ـ (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) : أي قاربوا الخروج من جهنم (مِنْ غَمٍ) أي ألم العذاب (أُعِيدُوا فِيها) ضربا بتلك الأعمدة والسّياط (وَذُوقُوا) يقال لهم احتقارا : ذوقوا (عَذابَ الْحَرِيقِ) أي النار البالغة في الإحراق غايته. وهذا العذاب الموصوف يكون لواحد من الخصمين ، وهم الكفرة بأقسامهم. أما القسم الآخر ، وهم المؤمنون ففيهم يقول سبحانه وتعالى :
٢٣ ـ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا ...) أي كما أنه سبحانه يدخل الكافرين النار ويذيقهم العذاب الأليم لكفرهم ، كذلك يدخل المؤمنين الجنة الوارفة الظّلال الجارية المياه العالية القصور ، وهم (يُحَلَّوْنَ فِيها) يلبسون في الجنّة حليّا (مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) وهي ما يلبس في اليد ومفردها سوار ، وقال : من ذهب ليبينّ جنس الأساور (وَ) يحلّون كذلك (لُؤْلُؤاً) من أنواع الجواهر (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) يلبسون في الجنّة الدّيباج الخالص الجيّد.
٢٤ ـ (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) : أي كلمة الإخلاص والتوحيد أو قول : الحمد لله ، أو القرآن أو إلى القول الذي يلتذّونه ويشتهونه وتطيب به