الشافعون الأئمة عليهمالسلام (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) أي لا حبيب ذو شفقة ورحمة يهمّه أمرنا كما للمؤمنين والمتّقين ، فإن لهم شفعاء وأصدقاء من الملائكة والأنبياء والأوصياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين وفي الكافي عن الباقر عليهالسلام إن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب ، وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة فيقول : يا ربّ جاري كان يكفّ عنّي الأذى فيشفّع فيه فيقول الله تبارك وتعالى أنا ربّك وأنا أحق من كافى عنك فيدخله الجنّة وما له من حسنة. وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك يقول أهل النار : فما لنا من شافعين. وفي المجمع عن النبي (ص) أن الرجل يقول في الجنة ما فعل صديقي فلان؟ وصديقه في الجحيم. فيقول الله تعالى أخرجوا له صديقه إلى الجنّة فيقول من بقي في النار فما لنا من ... إلى آخر الآية الكريمة.
١٠٢ ـ (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ ...) أي ليت لنا رجعة إلى الدنيا ، ولفظة « لو » للتمنّي ، وجوابه فنكون.
١٠٣ و ١٠٤ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً ...) أي أن في ذلك المقصوص لحجة ودلالة لمن اعتبر وأراد أن يستبصر (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) أكثر قوم إبراهيم (مُؤْمِنِينَ) به عليهالسلام (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) أي القادر على الانتقام معجّلا والرّحيم بالإمهال لكي يؤمنوا هم أو واحد من ذرّيتهم.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠))
١٠٥ إلى ١١٠ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ...) نوح أخوهم نسبا فإنّه عليه