١١٣ ـ (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي ...) أي ليس حساب بواطن الأمور علينا بل هو أمر راجع إلى ربّي فإنه المطلع على البواطن (لَوْ تَشْعُرُونَ) لو تدرون ، ولو عرفتم ذلك لما قلتم ما لا تعلمون لكنّكم تجهلون فتقولون ما يجري على ألسنتكم من دون علم ولا شعور بواقع الأمور.
١١٤ و ١١٥ ـ (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ...) في الآية كالدّلالة على أن القوم سألوه تبعيد الفقراء الذين آمنوا به لكي يؤمنوا به ويتّبعوه ، فأجابهم بأني لست مكلّفا بهذا الأمر وإنّما كلّفني ربّي بدعوة الجميع إلى الإيمان (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) ولا يليق بي طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء فإنّي بعثت بدعوة البشر سواء كانوا فقراء أم أغنياء ، وسواء كانوا أعزّاء أم أذلّاء ، من أصحاب الصنائع العالية أم الدانية كالحجامة والحياكة فاستر ، ذالكم إيّاهم لكونهم من أهل الصناعات الخسيسة لا دخل له في دعوتي حتى أطردهم لاتّباعكم إيّاي. ثم إن نوحا لمّا أفحمهم في مقام جوابهم لم يكن منهم إلّا التهديد فقالوا :
* * *
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٢٢))
١١٦ ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ ...) عمّا تقول (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) من المضروبين بالحجارة أو من المشتومين. وروي عن أبي حمزة